Posted on June 08, 2014
by
Tadween Editors
| 0 comments
فضلاً عن ذلك، لا يوجد في وطننا العربي دوريات تتطرق إلى الجنس، أو ما يقترب منه لاسيما في العصر الحديث إلا مجلة "جسد" ولكنها بقيتْ عند القشور الخارجية ولم تطرح أسئلة عميقة حول الجسد العربي وقضاياه. ينطبق الأمر نفسه على باقي الدوريات والصحف والمجلات، فهي مجلات جافة تبتعد ابتعاداً كلياً عن الجنس رغم عددها الهائل في الوطن العربي، غير أن بعضها استغل الجسد لجذب المراهق عبر صور فنانات أو مشاهير في أزياء السهر أو السباحة.
هناك أيضاً الصحافة الصفراء الإلكترونية التي تتصيد الفضائح أو تختلقها، فتحاول إثارة المراهق العربي من خلال أخبار حول فستان انسدل سهواً، أو لباس تمزق، وتعتمد في غالب أخبارها على ما التقطه مصورون غربيون مختصون بملاحقة المشاهير، مما أدى إلى فقدان المعلومة العلمية وبقي اللعب على أحاسيس المراهق هو المسيطر بشكل غرائزي. لكن القارئ العربي المحروم وجد فيها ما يعوضه عن الفعل الجنسي الحقيقي، مستخدماً أدواته التخيلية، التي توفر له الصور، بعيداً عن الردع الذي يلاقيه في المجتمع. وليس غريباً أن يلجأ إلى هذه الدوريات، ليخرج من حالة الكبت.
أخبرني أحد الأصدقاء أنه كان يعرف زميلاً له في الخدمة الإلزامية كان يستمني على صوت مذيعة. كان برنامجها بالنسبة إليه فيلم بورنو حقيقياً. كما لجأ الجمهور العام، من مختلف الأعمار إلى النكتة الجنسية ليعوض نقصاً ما في ثقافته الجنسية، أو ليتداول الأحاديث التي تخص الجنس بشكل عام، أو محاولاً اقتحام المحظور الذي منعه منه الرقيب الديني والرسمي والاجتماعي، بالتورية.
إنّ الكتاب الأكاديمي العلمي مفقود أيضاً، ولا يوجد كتب تُذكر انضوت تحت فكرة التعليم أو التثقيف الجنسي، إلا عدة كتب للدكتورة نوال السعداوي، فيما عدا ذلك كان هناك كتب حاولت مناقشة الجنس عبر بعض الفنون كالمسرح والنحت محاولة التستر بعباءات لا تقدم للقارئ العادي أية إضافات.
هناك أيضاً الروايات القصيرة الإيروتيكية التي لم تقدم الجنس كثقافة أو علم، بل قدمته كمشاهد وصور خيالية هدفها الشهرة من خلال إثارة القارئ جنسياً، بعد تجاوز الخطوط الحمراء وتحطيم التابوات في المجتمعات العربية.
وبدأت اليوم بعض الكاتبات الخليجيات بإثارة هذه المواضيع، بشكل طفرات على الثقافة المعنية تناقش الموضوعات من باب التحليل والتحريم، فيما عدا ذلك تبقى مكتبات الرصيف أو "البسطات"، التي تحاول إغراء الكاتب بعناوينها، مع أن أغلبها يتضمن المحتوى ذاته، ومنها.."ليلة الدخلة".. "ثلاثون يوم عسل" وغيرها، علماً أن أغلب هذه الكتب مسروقة أو منسوخة، ولا تحمل أية قيمة فنية أو فكرية، بل يتخذها أصحابها كمجرد وسيلة للعيش، ويجدها مريدوها إلى جانب كتب السحر والشعوذة، والنكت، ودواوين الشاعر نزار قباني. فقباني بنظر بائع الرصيف وبعض المراهقين لم يقدم شيئاً إلى المكتبة العربية إلا الجنس، علماً لو أنهم حاولوا قراءة التراث العربي قبل نهاية القرن التاسع عشر، لكانوا استبدلوا بضاعتهم الجنسية، ببضاعة تفوقها إثارة، بينما الكتب الأكاديمية أو العلمية التي تتحدث عن الشيء ذاته لا يمكنك أن تجدها داخل المكتبة العربية، إلا من خلال سطور قليلة سرقت من الكتاب الأصلي أو المترجم لتقدم للقارئ كتيباً بطباعة مشوهة، يركز شرحه على أعضاء الأنثى ومناطق إثارتها.
لم يبقَ للقارئ إلا الثقافة الشعبية المكتسبة من الموروث الشعبي البعيد عن الدقة، بل ويمكن التأكيد على أن أغلب المنقول لا يمت إلى الحقيقة بصلة، وهذا يلقي ضوءاً على واقع الثقافة الجنسية المتردي لدى الجمهور العربي، ويؤكد عداء الثقافة في هذا العصر لموضوع الجنس، مما اضطر المراهق إلى اقتناء هذه النوعية من الكتب، معتقداً أنه يستطيع اكتشاف عالم غير مسموح به دينياً واجتماعياً، لكنه وقع في شرك الربح المادي غير المسؤول مرة أخرى، وأضحت وسيلة لإثارته جنسياً حيث يستمتع بما يقرأ عن العملية الجنسية ودوافعها وما تتضمنه من موضوعات ناقصة تشبع رغباته الجنسية الجائعة.
إنّ هذا التنقيب للعثور على الكتب والمجلات يؤكد ارتباط الجنس بالحياة، ويشير إلى العلاقة الضرورية التي جعلت الفرد يبحث داخل الغث والسمين لتشكيل ثقافته الجنسية الشخصية. وكان المطلوب في الحقيقة هو إشباع الغريزة، وليس حشواً فكرياً شفهياً لا يتضمن مشاهدة حقيقية أو تطبيقات عملية لهذا الفكر. فالحاجة هي البذرة الأساسية التي تجعل الإنسان يفتش عن كتب الثقافة الجنسية، وليس الثقافة بمفهومها العام. وجعل انعدام المورد الثقافي الجنس ينمو داخلنا بشكل غير مهذب فكرياً، فتحول الجسد إلى غاية بدل أن يكون وسيلة، ليجد الانحطاط القيمي والأخلاقي جسداً عربياً خصباً، يبحث عن الحرية الجسدية، متمرداً على القيم والأعراف السائدة في مجتمعه المتخلف. وعلى الرغم من ارتباط الجنس فكرياً بالفرد، بقي الجنس داخل الفكر مجرد حاجة أو نزوة ضالة تبحث عن شرعيتها، وعلى الرغم من التشابه بين العرب والغرب من حيث الحاجة للجنس نجد بينهما اختلافاً كبيراً، ففي الغرب عموماً لا تتعدى الممارسة لهذا الفعل، الحاجة التي يطلبها الجسد بسبب الغريزة، أو تكون هدفاً لحفظ النوع، أما في العالم العربي فلم يقف إلحاح الجسد تحت الحاجة بل تحوّل إلى هاجس لا يمكن إشباعه، وهذا دليل على أنه لم يبرح مخيلة أو فكر الإنسان العربي ليوم واحد فقط. وبالطبع إنّ أي محاولة للتعميم هي خاطئة بالضرورة، لكن إذا أردنا أن نأخذ نسبة مئوية فإنها تتجاوز السبعين بالمائة بالنسبة للأشخاص الذي تحول لديهم الجنس إلى هاجس يؤرقهم، وهذا يشمل الجنسين بالطبع، إذ لا يمكن استثناء الأنثى العربية من سيطرة ذلك الشبح على مخيلتها بشكل دائم وسلبي. وان أردنا إعطاء نسبة خاصة بالأنثى فأعتقد أنها ستتجاوز الثمانين بالمائة، وذلك يعود لأسباب عضوية، وأسباب تتعلق بالثقافة الجنسية المتخلّفة لدى الذكور العرب، إذ ما يزال هناك الكثير من الرجال الذين لا يعترفون بوجود الحاجة الفيزيولوجية لجسد الشريك، ويعتقدون أنها خُلقت لإشباع رغباتهم فقط، أو أن الجنس بالنسبة إليه مجرد وسيلة للإنجاب، الشيء الذي جعلها تتوق لمفهوم اللذّة الكاملة، أو حوّلها إلى كارهة، وعدوّة لفعل الممارسة الطبيعية مع الشريك، الذي لا يقدم لها إلا المزيد من الإجهاد النفسي.
كان لا بد من البحث عن بديل، والذي لم يتوفر إلا عبر تجارب مشوّهة. وأصبحت الأداة الوحيدة لإشباع حاجتنا الغريزية هي أشرطة "السكس" الأجنبية، التي قدمت ثقافة جنسية مختلفة عما اكتسبناه من مجتمعاتنا المحافظة. فالأوضاع الجنسية التي قدمتها تلك الأفلام كانت مجهولة تماماً بالنسبة للجمهور العربي، ولم يذكر بعضها في المؤلفات القديمة، إضافة لأنواع الجنس الفموي الذي بات سائداً في هذا العصر، وأصبح بديلاً للمداعبات البريئة، حتى أن بعض الأشخاص يختصرون العملية الجنسية ويلغون الممارسة الفعلية ويكتفون بأنواع الجنس الفموي، التي تحقق المتعة للطرفين وتحافظ على عفة الفتاة. إضافة إلى ما قدمته تلك الأفلام أو المحطات من أنواع شذوذ جنسي وفكري، يمكن أن يحاول المراهق تجربتها، ولا يمكن القول إنها لا تعجبه كالسادية، والممارسة في الدبر، لأنه بالأصل كائن مقموع ومكبوت، وهذه الممارسة السادية حوّلته إلى كائن متسلط؛ وبما أن الحياة هي الثقافة الواقعية التي تمنحه معرفة حقيقية بالجنس، فهي المسؤولة عن تشكيل الوعي الفكري لديه، إذ أن التجربة العملية أحد أشكال هذه الثقافة وأهمها، والمكتسب من الشارع بين الناس هو الحقيقة التي يصدقها الفرد، خاصةً أنه لا يملك غيرها.
ما زالت بعض الأشياء خفية عن الذكر بشكل عام، فبعض الآراء تقول إن شهوة الأنثى تفوق شهوة الذكر بسبع مرات! أو أنه يمكننا تقدير عمق مهبل المرأة من طول إصبع يدها الأوسط، أو أن دائرة الفرج مطابقة لفتحة ثغرها. وكنا نظنّ أن مكمن الإثارة في الثدي الأيسر، وبمجرد مداعبتك له سيبدو الأمر وكأنك فركتَ مصباح علاء الدين السحري، وسيخرج مارد جنسي يتوسل إليك أن تمارس الجنس معه وهو يصرخ:"شبيك لبيك". بالطبع هناك أشياء حقيقية وأشياء غير منطقية أو واقعية، لكن لعدم توفر غيرها لا بد من تصديقها حتى نكتشف العكس.
وفي أثناء المراهقة وبعد أن عرفنا السر الذي يجعل أجمل أنثى ترضخ لرغباتنا بعد الإمساك بثديها الأيسر، حاولت أن أداعب ثدي أنثى في أحد المصاعد. كانت مثيرة وتكبرني بأعوام، وما إن وضعت يدي على ثديها حتى تحولت إلى لبؤة شرسة. لم أعرف كيف هربتُ من أمامها. وقتها تأكدت أن مداعبة الثدي غير مجدية إطلاقاً، إلا إذا أرادت الفتاة أن تُستثار، فيمكن ساعتها أن تثيرها من كعب حذائها.
وكما ذكرتُ سابقاً لم يكن الجنس من أجل الجنس أو اللذة، بقدر ما كان هدفاً معرفياً للآخر في تلك المرحلة. كان الهدف معرفة الطريقة التي يمكن أن تُثار بها الأنثى، وتذوّق طعم النهد، معتقدين أننا سنجد طعماً مختلفاً. وكان الهدف أيضاً اكتشاف عالم الأعضاء التناسلية الأنثوية الغريبة، والمناطق الحميمة في جسدها، ولم تكن الممارسة بحد ذاتها هي ما نصبو إليه، حتى أن اعتقادنا في مرحلة المراهقة أنه بمجرد إبراز العضو الذكري لأي أنثى فهو بمثابة منحة قدمناها لها بشكل مجاني دون أي تعب يُذكر من قبلها، وحسب معلوماتنا البسيطة سوف نثير مشاعرها الجنسية بسرعة، دون أن نعي أنها ستُصدم.
كانت جميع التجارب في تلك المرحلة بمثابة البحث عن شيء مفقود نجهله، فذهابنا إلى السينما لم يكن بقصد مشاهدة الأفلام، أو فهم موضوعاتها. فقد كانت الصور المعروضة على مدخل السينما هي التي تحدد حضورنا للعرض أو عدم حضوره. وفي أحيان كثيرة لم تكن رحلاتنا السينمائية موفقة، فما كان يُعرض من أفيشات وصور لأثداء وأجساد على مداخل دور العرض، كان يُحذف من الفيلم، وغالباً ما تكون الصور لفتيات غربيات، أو يكون الفيلم هندياً لا يتعرى فيه أحد.
كانت الأشياء التي تخص الأنثى عموماً مصدر إثارة، دون التفكير بجسدها ربما لعدم توفره، وفي ذلك الوقت لا يمكن أن يجهل مراهق أيقونة الجنس السينمائية، ونجمة السبعينات والثمانينات الفنانة السورية إغراء التي كانت تعتبر عشتار القرن بالنسبة إلينا، فقد كنا ننتظر أفلامها الجديدة، ونعاود مشاهدة أفلامها القديمة، مع أنها كانت من المحرّمات، وأحياناً كثيرة كانت تُنعت أمامنا بألفاظ بذيئة مما يزيد من تعلقنا بمتابعة أفلامها. ذلك أننا لم نحاول أن نشاهد فيلم "عمر المختار" أو "الرسالة" أكثر من مرة أثناء فترة المراهقة، بينما كنا نكرر حضور أي فيلم يخص إغراء. كان البعض يكذبون ويروّجون بأنهم شاهدوا لها ولغيرها من الفنانات أفلاماً إباحية، مع أنها أول من روّج للسينما السورية. وهناك الكثير من الفنانات اللاتي أظهرن أجزاء من أجسادهن في بعض الأفلام المصرية والسورية واللبنانية، كناهد حلبي، وناهد شريف، وناهد يسري وغيرهن. ومنهن من كانت تجلس عارية كموديل في كلية الفنون الجميلة كالفنانة نبيلة النابلسي. كان التعري بقصد الفن، لا بقصد الإباحية، لكن نتيجة الكبت والتحريم والمنع، كنا نبحث عن أية مشاهد تروي غريزتنا.
كنا نتوق للوقوف على واجهة المحلات لرؤية أدوات تخص إزالة الشعر، أو لمشاهدة الملابس النسائية، وصور العارضات التي لا تخجل من عرض صورها في الشارع، حسب اعتقادنا.
بين الريف والمدينة..
عرف الإنسان الجنس عبر الأشياء التي أوجدتها الصحراء والطبيعة حوله، حتى أن بعض الحالات خالفت القواعد البشرية ومُورس الجنس مع الحيوان تحت تأثير الرغبة، والكبت، والتجربة. فالمشاهد الأولى التي قدمها الحيوان، واكبت غياب ثقافة توجه الإنسان، واكتسب المجتمع الريفي أيضاً تعاليمه الجنسية من الطبيعة المحيطة؛ فليس هناك ثقافات جنسية منظمة يمكن اكتسابها إلا عبر الحيوان؛ فالنبات كائن لا يحرك الغريزة لأن أفعاله غير مفهومة للإنسان العادي. فهو لا يعرف مبدأ التلقيح، والجنس بالنسبة إليه ليس حالة شعرية حتى يتعقب تأبير الزهرة بحبوب اللقاح من زهرة أخرى، أو يهتم بفيزيولوجيا النبات ووظائف الأعضاء المختلفة للأشجار، لكن الإنسان الشاعر يعتبر مجرد تفتح الزهرة نوعاً من العاطفة، أما الحيوان فإنّ الطبع البهيمي جعله لا يتردد عن ممارسة الفعل في أي مكان وفي أي ظرف، وهذا السبب الرئيسي الذي جعل من الحيوان مورد الثقافة المعرفية الجنسية الأولى للإنسان. وما كنا نقرأه في الكتب يمكننا أن نشاهده بشكل مباشر في الطبيعة، لاسيما أن المجتمع الريفي لا يعترف بالجنس فكرياً، ويعتبره مجرد وسيلة لحفظ النوع أو استحضار عمالة داعمة له، مما جعل المعرفة البهيمية بدورها تسيطر بشكل سلبي على خيال المتلقي، فتحول الرجل إلى ثور يريد المعاشرة شبه الإجبارية في "نوع من أنواع الاغتصاب المحلل"، وتحولت الأنثى إلى دجاجة خجولة عمياء خانعة تخضع آلياً للعملية الجنسية، دون أن يكون لها أي دور إلا كمتلقي، بل وتحاول محو الفعل من ذاكرتها والتبرؤ منه، كأنه لم يحدث على اعتبار أنه من الأفعال المشينة.
إن تلك العلاقة غير المتكافئة جسدياً بين الرجل والمرأة تركت رواسب وعقدَ نقْص عند الأجيال اللاحقة. فالذكر لم يفهم الحياة إلا بلغة ذكورية، تقوم على السيطرة والامتلاك للقوة، حتى ولو لم يكن يمتلكها، أما الأنثى فتحولت إلى تابع ضعيف، عليه أن يطيع ويخضع لرغبة الذكر، الذي يكمن جماله في ثروته وقوة سيطرته.
إن العلاقات الجنسية في المجتمع الريفي يقودها الذكر بشكل مطلق، وينعدم فيها دور المرأة، إلا من خلال المؤسسة التقليدية التي أعدها لها المجتمع، وجمالها محصور بجسدها، وما تحسن أن تقدمه من أعمال من شأنها رفع المستوى المعيشي للعائلة، أما حصولها على اللذة الجنسية فمحصور في الزواج ورغبة الزوج في إشباع نزواته أو زيادة نسله، حتى أن التخلف الإدراكي لهذه العملية جعل من الأنثى آلة تفريخ لا تتوقف حتى سن اليأس. فضلاً عن ذلك، حتى إنجاب المرأة الريفية يمكن أن يقيد من وظيفة الأم الأنثى، ويحولها إلى أنثى بدرجة أقل، بينما إذا أنجبت ذكراً، فهذا من شأنه أن يرفع من مقامها.
إنّ الجنس وظيفة إنتاجية في الريف، فالأنثى الريفية تحارب ذاتها دون أن تعي ذلك، ومعاملة العضو الذكري لطفلها يختلف اختلافاً شاسعاً عما تقوم به تجاه الأنثى، فعندما يطلب الطفل التبول تفرح والدته لأنه بدأ بتمييز حاجاته، تجعله يقف في مكان واضح بشكل منتصب، وتساعده في مسك عضوه أو تمسكه بيدها وتوجهه، ليبول على الملأ وتهلل لهذا الفعل. يمكن أن تطلق زغرودة، وكأنها تشهر رجولته، أما الأنثى فعلى الرغم من أنها تأخذ وضعية القرفصاء، فإنها يجب أن تتوارى عن الأنظار، وتُنهر لممارسة هذا التبول كفعل طبيعي يحتاجه أي إنسان.
إن مراقبة أنثى الحيوان أثناء العملية الجنسية تعدّ ممتعة ومثيرة، كأنك تشاهد لقطات بورنو حقيقية، بالطبع ليس هناك شيء مثير في الشكل، بل في الفعل المحرم، كأن تشاهد ديكاً يمارس الجنس مع دجاجة، فهذا أحد أشكال المعرفة، والتعبير المضمر، حتى نحن المراهقين كنا نستمتع بتلك المشاهدات، لاسيما إن كنا بصحبة أنثى، وكنا نحسد الديك على عدد الدجاجات التي يستطيع أن يمارس معها دون أي خوف، أو حساب، وعند ساعة ذبحه يمكن أن تُوجه إليه بعض الشتائم أو الكلمات التي تشير إلى عجزه الجنسي عن مضاجعة الدجاجات، بل ويتوج ديك آخر للقيام بهذه المهمة الضرورية لاستمرار النوع. ينطبق الأمر ذاته على الخراف والأبقار، وهناك من ينتظر أوان التلقيح حتى يشاهد سلسلة من المضاجعات الجنسية، وغالباً ما يتحول صاحب الثور الذي عليه القيام بمهمة تلقيح الأبقار إلى شخص متباه بفحولة ثوره وكأنها إشارة إلى فحولة تتعلق به بشكل شخصي.
Comments